اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 12 صفحة : 8
.......... ______________________________ الثالث، أو لا یعتبر فیه شیء منهما و هو الرابع. و فی الثانی أنّ المقصود إمّا انتظام أحوال النشأة الاولی أو الاخری أو کلیهما، فإن کان الثانی فهو الأوّل أو الأوّل فإمّا أن یتعلّق الغرض ببقاء الشخص أو النوع و هو الثانی أو المصالح المالیة و هو الثالث أو الثالث فالرابع. و المطلوب علی التقدیرین حفظ المقاصد الخمس الّتی بنیت علیها الشرائع و الأدیان و هی الدین و النفس و العقل و النسب و المال، فالدین بالعبادات، و النفس بشرع القصاص و الدیات، و العقل بحظر ما یزیله من المسکرات، و النسب بالمناکح و الموالید، و المال بالمعاملات و المداینات، و الکلّ بالسیاسات کالحدود و التعزیرات و القضایا و الشهادات. فکلّ ما کانت النیّة شرطاً فی صحّته و کان ممّا یقع علی نحوین فهو عبادة، و لا ینتقض فی طرده و لا عکسه بشیء کما قیل کما ستعرف. و هو أیضاً کلّما قصد منه انتظام النشأة الاخری و هی عبارة اخری، و ذلک لأنّ العبادة لغة الطاعة و الخضوع له سبحانه و لغیره کما جاء فی کلام أهل اللغة [1] و أشعار العرب، و قد أطبق العلماء [2] من الخاصّة و العامّة القائلون بالحقیقة الشرعیة أنّ العبادة حقیقة شرعیة لکنّهم اختلفوا فی المعنی المنقولة إلیه، فالمعتزلة [3] أنّها هی الدین المعتبر و الدین المعتبر (1) الصحاح: ج 2 ص 503 مادّة «عبد»، و القاموس المحیط: ج 1 ص 311 مادّة «عبد»، و مجمع البحرین: ج 4 ص 372. (2) راجع معالم الاصول: ص 34 35، و الفوائد الحائریة: ص 97 100 و 102. (3) حکی ذلک عن المعتزلة الحاجبی فی مختصره و العضدی فی شرحه علیه و قد صرّحا بما حکاه الشارح عنهما، فراجع مختصر الحاجبی: ص 11، و الشرح للعضدی: ص 51. و قد أشار إلی ذلک أیضاً فی الفصول: ص 46 47، و ذکر الرازی فی المحصول: ج 1 ص 303 ما أشار إلیه الشارح معنی للإیمان فقال: الإیمان فی الأصل عبارة عن التصدیق، و فی الشرع عبارة عن فعل الواجبات، و یدلّ علیه ثمانیة أوجه: الأوّل أنّ فعل الواجبات هو الدین، و الدین هو الإسلام، و الإسلام هو الإیمان، ففعل الواجبات هو الدین، انتهی موضع الحاجة من کلامه فراجع، و أما السّعد و میرزاخان و آغا جمال و غیرهم فلم نجد کتبهم المؤلّفة فی ذلک.
اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 12 صفحة : 8