responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الطهارة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 55

هذا تمام ما عثرنا عليه من الأخبار الخاصة بالقليل التي قد يستدل بها لاعتصامه، وقد عرفت قصورها دلالة أو سندا، ولو تمت فهي لا تنهض بمعارضة أخبار الانفعال المتقدمة بعد كثرتها ووضوح دلالتها وتصافق الأصحاب على العمل بها، بنحو ينبغي أن يكون مضمونها من الواضحات، بل الضرورات الفقهية التي لا يلتفت إلى ما يوهم خلافها، فيلزم تأول نصوص الطهارة ببعض الوجوه المتقدمة أو غيرها وإن بعدت، أو رد علمها إلى أهلها عليه السلام.
وأما دعوى: صلوحها لصرف نصوص الانفعال عن ظاهرها بحملها على كراهة استعمال الماء وإن كان طاهرا، لطروء مرتبة من القذر عليه لا تبلغ التنجيس.
فموهونة باباء النصوص المذكورة عن ذلك مع كثرة التعبير فيها بالنجاسة بنحو يصعب حملها على المبالغة، ولا سيما ما ورد في الإنائين المشتبهين، كما أشرنا إليه آ نفا، وما ورد في الاسآر من التشديد فيه والأمر بغسل الإناء، الصريح في انفعاله، بنحو يصب حمله على استحباب الغسل إلى غير ذلك مما يظهر بالتأمل.
ومن جميع ما ذكرنا يظهر حال كثير من المؤيدات أو الأدلة التي سيقت في كلماتهم للقول بعدم الانفعال مما أشار إليه في الجواهر وغيرها، ولا مجال لإطالة الكلام فيها مع وضوح ضعفها، كما يظهر بمراجعتها والتأمل في ما ذكرنا وذكروه في ردها.
نعم، ينبغي التعرض لأهمها في المقام، وهو ان الانفعال مستلزم للهرج والمرج والوقوع في الوسواس، بسبب سريان النجاسة في الأشياء، مع ما هو المعلوم من تسامح الناس في ذلك، بنحو يحصل العلم العادي بنجاسة أكثر الأمور، بل أكثر المياه القليلة الموجودة في الأماكن التي لا تتعرض للاعتصام بالمطر ونحوه، وخصوصا في الأماكن التي تقل فيها المياه الكثيرة العاصمة، ويكثر فيها اختلاط الناس وتسامحهم، خصوصا الحرمين الشريفين قديما، حيث يكثر فيهما الابتلاء بالعامة والبدو ونحوهم ممن تكثر منهم المخالفة في أحكام النجاسة،
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الطهارة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست