اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 12 صفحة : 314
ثمّ إنّهم اختلفوا في أنّ المستحبّ هل هو قراءة الجحد في الأولى والتوحيد في الثانية , أو العكس؟
فعن جملة من الأصحاب [١] التصريح بالأوّل ونسبة عكسه إلى رواية مع نفيهم للبأس عن العمل بها , كما هو مختار المصنّف على ما يظهر من قوله : (ولو بدأ فيها بسورة التوحيد , جاز) بل عن المحقّق الثاني أنّه المشهور [٢].
ولعلّ مستنده ـ مع كونه خلاف ما يستشعر أو يستظهر من الخبر المزبور [٣] ـ الأخبار الخاصّة الواردة في بعض تلك الموارد , المصرّحة بقراءة الجحد في الركعة الأولى والتوحيد في الثانية.
مثل : قول أبي عبد الله عليهالسلام في خبر سليمان بن خالد بعد تعداد النوافل : «ثمّ الركعتان اللّتان قبل الفجر تقرأ في الأولى منهما (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) وفي الثانية (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)» [٤].
وما عن الشيخ في المصباح أنّه قال : وروي أنّه «يقرأ في الركعة الأولى من نافلة المغرب سورة الجحد , وفي الثانية سورة الإخلاص» [٥].
وفي خبر رجاء بن أبي الضحّاك الحاكي لفعل الرضا عليهالسلام في نافلة المغرب : كان يقرأ في الأولى من هذه الأربع ركعات الحمد و (قُلْ يا أَيُّهَا
[١]منهم : الطوسي في النهاية : ٧٩ , والمبسوط ١ : ١٠٨ , والعلّامة الحلّي في نهاية الإحكام ١ : ٤٧٨ , وقواعد الأحكام ١ : ٢٧٤ ـ ٢٧٥ , والشهيد في البيان : ١٦٢ , والحاكي عنهم هو العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٤٠٤ و ٤٠٥.
[٢]جامع المقاصد ٢ : ٢٧٦ , وحكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٤٠٤.