responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 3  صفحة : 240
الذين ماتوا قبل أن يبلغوا بالنار. ولا يلحقون بآبائهم بغير حجة وامتحان لانه تعالى لا يعذب خلقا بلا حجة. ولو سلمنا موافقة الاخبار المذكورة مع مذهب الامامية. ولكن لا نسلم دلالتها على كون أولاد الكفار كفارا، وأولاد المسلمين مسلمين من جهة التبعية، بل مفادها أن مداخل أولاد الكفار مداخل آبائهم في دار الآخرة، وأنهم يعاقبون معهم في الجحيم، لان الله تعالى يعلم أن أولاد الكفار كآبائهم في خبث الباطن، وسوء السريرة، وفساد النية، وارتكاب القبائح، كما أن أولاد المؤمنين مداخلهم مداخل آبائهم، لانه تعالى يعلم أنهم كآبائهم في حسن نياتهم، وصفاء باطنهم، وصدور الخير منهم. ولا شبهة في أن هذا المعنى غير مربوط بالتبعية المزبورة. وربما يتوهم: أن حديث رفع القلم عن الصبى حتى يحتلم (سنذكره قريبا) كما يدل على رفع الاحكام الفرعية - كوجوب الصوم والصلاة والحج وغيرها - كذلك يدل باطلاقه على رفع الاحكام الاصلية - أيضا - وعليه فلا اعتبار بكفر الاطفال، ولا باسلامهم. والجواب عن ذلك: أن حديث رفع القلم عن الصبى إنما يدل على رفع الاحكام الالزامية عن الصبى امتنانا عليه، فلا يشمل إسلامه، إذ ليس في رفعه منة عليه، وكذلك كفره فانه لا يرتفع بحديث الرفع، فان الحكم بكفره ونجاسته - مثلا - موضوع لاحكام إلزامية بالنسبة إلى المكلفين، ولا ترتفع تلك الاحكام بحديث الرفع. نعم الاحكام الالزامية المترتبة على الكفر ترتفع عن الصبى لا محالة. - والى غير ذلك من الروايات الكثيرة بل المتواترة الدالة على ان الاطفال الذى ماتوا قبل البلوغ يمتحنون بالنار ولا يلحقون بآبائهم بلا حجة وامتحان.

اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 3  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست