responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 2  صفحة : 142
الشرط في اللغة عبارة عن مطلق الالتزام. فيشمل الالتزامات المعاملية. سواء أكانت مبرزة بمظهر قولي، أم كانت مبرزة بمظهر فعلي. وعليه فمعنى الرواية: هو أن المؤمن ملزم بشرطه، وأن شرطه لا يزول بالفسخ. والجواب عن هذا الاستدلال: أولا: أن الشرط في اللغة بمعنى الربط بين شيئين. وقد أشير إليه فيما حكي عن القاموس من أن الشرط هو الالتزام في بيع ونحوه. وفي أقرب الموارد: شرط عليه في البيع ونحوه شرطا: ألزمه شيئا فيه. وإذن فالشروط الابتدائية خارجة عن حدود الرواية. ثانيا: أنا لو سلمنا شمول الرواية للشروط الابتدائية. ولكن ليس المراد من الالتزام هو الالتزام الوضعي: بمعنى أن ما التزم به المؤمن لا يزول بفسخه، بل المراد من ذلك إنما هو الالتزام التكليفي: أي يجب على كل مؤمن الوفاء بشرطه، لانه من علائم الايمان. وعلى هذا فشأن الرواية شأن قولنا: إن المؤمن عند عدته. الاستدلال على لزوم المعاطاة بدليل وجوب الوفاء بالعقد ومما استدل به المصنف على لزوم المعاطاة: 6 - قوله (تعالى) أوفوا بالعقود (1). لا ريب في دلالة هذه الآية الكريمة على لزوم البيع المعاطاتي، بل على لزوم كل عقد، لان معنى الوفاء هو التمام. ومن هنا يقال: الدرهم الوافى: اي الدرهم التام. ومعنى العقد إما العهد المطلق كما صرح به بعض أهل اللغة أو العهد الوثيق كما صرح به بعض آخر من أهل اللغة ايضا. والمراد من الامر بالوفاء بالعقد هو الارشاد إلى لزومه، وعدم انفساخه بالفسخ، إذ لو كان الامر بالوفاء تكليفيا لكان فسخ العقد حراما وهو واضح البطلان. وعليه فمفاد الآية: أنه يجب الوفاء بكل ما صدق عليه عنوان العقد عرفا. ومن الواضح جدا أن المعاطاة عقد عرفي كسائر العقود، فتكون مشمولة لعموم الآية. (1) سورة المائدة الآية: 1.

اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 2  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست