responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 455
كما ان راكب السفينة إذا نظر الى البحر يرى السفينة ساكنة ويرى الماء متحركا، والقطرة النازلة من السماء ترى خطا مستقيما، والشعلة الجوالة ترى دائرة من النار، والاشياء الصغيرة ترى في الماء كبيرة، وغير ذلك من اغلاط البصر. الثاني: ان المحسوسات قد يختلط بعضها ببعض إذا كانت مدركة بسرعة النظر، لان القوة الباصرة إذا وقفت على محسوس وقوفا تاما في زمان معتد به ادركته على نحو لا يشتبه بغيره كثيرا، واما إذا ادركته في زمان قليل ثم ادركت محسوسا آخر وهكذا فانه يختلط بعضه ببعض. الثالث: انه قد تشغل النفس بشئ فلا تشعر حينئذ بشئ، وان كان حاضرا عند الانسان كالوارد على السلطان فانه قد يلقاه شخص فيتكلم معه ولكن لا يلتفت إليه، والناظر في المرآة يرى القذارة في عينيه ولايرى اكبر منها. إذا عرفت هذه الامور اتضح لك تصوير هذا النوع من السحر، فان المشعبذ الحاذق يشغل اذهان الناظرين بامور ويأخذ بأبصارهم ثم يعمل شيئا آخر بسرعة شديدة وبحركة خفيفة، فيظهر لهم غير ما انتظروه فيتعجبون منه. أقول: هذا النوع هو المعروف بالشعوذة فلا يرتبط بالسحر، وسيأتي انه لا دليل على حرمتها، فانها ليست الا الحركة السريعة في الاعضاء فلا معنى لحرمتها في نفسها الا إذا اقترنت بعناوين محرمة، نعم اطلق عليها السحر في خبر الاحتجاج المتقدم في الحاشية، فانه قد ذكر الامام (عليه السلام) فيه: ونوع آخر منه خطفة وسرعة ومخاريق وخفة، الا أنه على سبيل المجازية، فقد عرفت الفرق بين السحر والشعوذة وعدم صدق كل منهما على الاخر.

اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 455
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست