responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 451
مأخذها وهي ليست من السحر في شئ كثيرة جدا، كالقوى الكهربائية والراديوات والطائرات وبعض اقسام ادوات الحرب وغير ذلك مما لا يعرفه اكثر الناس خصوصا الصناعات المستحدثة. وقد ظهر مما ذكرناه الفرق بين السحر وبين المعجزة والشعوذة، فانك قد عرفت في البحث عن حرمة التصوير اجمالا ان الاعجاز امر حقيقي له واقعية الا أنه غير جار على السير الطبيعي، بل هو امر دفعي خارق للعادة، وأما المقدمات الطبيعية فكلها مطوية فيه كجعل الحبوب اشجارا وزروعا والاحجار لؤلؤا ويواقيت دفعة واحدة، ومنه صيرورة عصا موسى (عليه السلام) ثعبانا وصيرورة الاسد المنقوش على البساط حيوانا مفترسا بامر الامام (عليه السلام) في مجلس الخليفة، وقد تقدم ذلك في المبحث المذكور. وأما السحر، فقد عرفت انه ليست لها حقيقة واقعية اصلا. وأما الشعوذة، فسيأتي انها عبارة عن الخفة في اليد والسرعة في الحركة، المعبر عنها في لغة الفارس بكلمة: تردستي وتند كاري، فان المشعوذ الحاذق يفعل الامور العادية والافعال المتعارفة بتمام السرعة بحيث يشغل اذهان الناظرين باشياء ويأخذ حواسهم إليها ثم يعمل شيئا آخر بسرعة شديدة وبحركة خفيفة فيظهر لهم غير ما انتظروه ويتعجبون منه، ولكن الصادر منه امر واقعي كأخذ الاشياء من موضع ووضعها في موضع آخر بالسرعة التامة حتى يتخيل الناظر إليها انها انتقلت بنفسها، فالنقل والانتقال امر حقيقي ولكن الناظر لا يلتفت الى الناقل. وهذا بخلاف السحر فانه امر خيالي محض كما عرفت التنبيه عليه، ومن هنا اتضح الفرق بين الشعوذة والمعجزة ايضا. وأما ما ذكره الاصحاب من بيان حقيقه السحر واسبابه واقسامه،

اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست