ولا فرق فيما ذكر
بين النية وغيرها ، فلو شك فيها ، أتى بها وبما بعدها ، للأصل والاستصحاب
المذكورين ، مضافا إلى الإجماع المركّب ، وعدم المعارض ، لما عرفت في الأخبار من
عدم الدلالة.
وهل الحكم يعم
كثير الشك أيضا ، أم يخصّ بمن عداه وهو لا يلتفت إلى شكه؟
الحق : هو الثاني
، وفاقا لصريح السرائر ، والكركي ، والذكرى [١] ، واللوامع مصرّحا فيه بعدم العثور على مصرّح بالخلاف ،
واستقر به في نهاية الإحكام [٢] ، ونفى عنه البعد في المدارك [٣] ، لنفي العسر
والحرج.
ومفهوم التعليل في
صحيحة زرارة ، وأبي بصير في كثير الشك في الصلاة ، بعد الأمر بالمضي في الشك فيها
: « لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطمعوه ، فإنّ الشيطان خبيث معتاد
لما عود ، فليمض أحدكم في الوهم ولا تكثرن نقض الصلاة ، فإنّه إذا فعل ذلك مرّات
لم يعد إليك » [٤].
وظاهر خصوص صحيحة
ابن سنان : ذكرت له رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة وقلت : هو رجل عاقل ، فقال أبو عبد
الله عليهالسلام : « وأيّ عقل له وهو يطيع الشيطان؟ » فقلت : وكيف يطيع الشيطان؟ فقال : « سله
هذا الذي يأتيه من أي شيء؟ فإنّه يقول لك : إنه من عمل الشيطان » [٥].
وصرّح في مرسلة
الواسطي ، المتقدّمة أيضا : « إنّ الشك من الشيطان ».
بل يدلّ عليه
التعليل في رواية علي بن أبي حمزة ـ بعد السؤال عن رجل شك في