اعلم أنّ من يخبر
عن شيء إمّا يخبر به عن علم ، أو ظنّ ؛ وكلّ منهما إمّا شرعي ، أو عقلي ، أو عادي
؛ ومن الأخير : المعلوم أو المظنون بأحد الحواسّ الخمس الظاهريّة ؛ وقد يحصلان من
الحدس أو التجارب أيضاً ، ومنه : إخبار الطبيب ، والرمّال ، والمنجّم ، والقيّاف ،
ونحوهم.
الفائدة
الثانية : اعلم انّ
المخبر عن واقعة على ثلاثة أقسام :
الأول : أن يخبر
بتفاصيل أسباب علمه أو ظنّه بالمخبَر به جزءاً جزءاً ، حتى ينتهي إلى آخر الواقعة
، فيقول : رأيت المُلك الفلاني في يد زيد منذ مدّة كذا ، يتصرّف فيه كيف شاء ،
مدّعياً ملكيّته من غير معارض له إلى الآن.
أو يقول : سمعت
ذلك من جمع يمتنع عادةً تواطؤهم على الكذب ، أو من عدلين.
أو : شاهدت زيداً
استقرض من عمرو المبلغ الفلاني ، وهو أقرضه وأقبضه إيّاه بحضوري.
أو يقول : شاهدت
المُلك في يده في السنة السابقة ويده عليه مستصحبة عندي إلى اليوم.