ومنها
: الكهانة ، وهي
ـ كما في المسالك [١] وغيره [٢] بل المصرّح به في كلام الأكثر [٣] ـ : عمل يوجب طاعة
بعض الجانّ له واتّباعه له ، بحيث يأتيه بالأخبار الغائبة ، وفي الأخبار أيضا ما
يستفاد منه ذلك : ففي الأمالي عن الصادق عليهالسلام ـ في ذكر عجائب ليلة ولادة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : « ولم تبق
كاهنة في العرب إلاّ حجبت عن صاحبها » [٤].
وعن ابن عبّاس في
تفسير قوله تعالى ( إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ )[٥] كان في الجاهلية
كهنة ومع كلّ واحد شيطان ، وكان يقعد من السماء مقاعد للسمع ، فيستمع من الملائكة
ما هو كائن في الأرض ، فينزل ويخبر به الكاهن ، فيفشيه الكاهن إلى الناس [٦]. فهو قريب من
السحر أو أخصّ منه.
والأصل في تحريمه
ـ بعد الإجماع الثابت المصرّح به في كلام جماعة [٧] ـ النصوص
المستفيضة :
منها : المرويّ في
نهج البلاغة : « المنجّم كالكاهن والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في
النار » [٨].