نجد قرن المنازل ـ فقد فسّره بعضهم بأهل الموضع المرتفع ، وأريد الطائف [١] ، وقيل : لعلّ لنجد طريقين ، لكلّ طريق ميقات [٢].
وأمّا أنّ حدّ العقيق من المسلخ إلى ذات عرق فتدلّ عليه المرسلة والرضويّ المتقدّمين.
ورواية أبي بصير : « حدّ العقيق أوله المسلخ وآخره ذات عرق » [٣].
وتدلّ على مبدئه أيضا رواية أخرى عن أبي بصير : « حدّ العقيق ما بين المسلخ إلى عقبة غمرة » [٤].
والظاهر عدم خلاف في ذلك التحديد وكون ما ذكره عقيقا وأنّه ليس غيره بعقيق يحرم منه.
نعم ، في صحيحة ابن عمّار : « أول العقيق بريد البعث ، وهو دون المسلخ بستّة أميال ممّا يلي العراق ، وبينه وبين غمرة أربعة وعشرون ميلا ، بريدان » [٥].
ومقتضاها تقديم مبدأ العقيق على المسلخ بستّة أميال ، ولكنّها شاذّة ، بل فيها : أنّها خلاف ما اتّفقت عليه كلمة الأصحاب والأخبار.
ويمكن الجمع بأنّ المراد في الصحيحة مطلق العقيق ، وفي باقي الأخبار الميقات من العقيق.
وقيل : إنّ هذه الستّة أميال وإن كانت من العقيق ولكنّها خارجة عن
[١] انظر مجمع الفائدة ٦ : ١٨١.
[٢] انظر الحدائق ١٤ : ٤٣٩.
[٣] التهذيب ٥ : ٥٦ ـ ١٧١ ، الوسائل ١١ : ٣١٣ أبواب المواقيت ب ٢ ح ٧.
[٤] الكافي ٤ : ٣٢٠ ـ ٥ ، الوسائل ١١ : ٣١٢ أبواب المواقيت ب ٢ ح ٥.
[٥] الكافي ٤ : ٣٢١ ـ ١٠ ، التهذيب ٥ : ٥٧ ـ ١٧٥ ، الوسائل ١١ : ٣١٢ أبواب المواقيت ب ٢ ح ٢.