الموقف ،
لاشتمالها على التعبير بالمحاذاة وما يؤدي معناها فلا تشمل صورة التأخر. وفيه :
أنه مناف لما في صحيح
زرارة المتقدم من قوله (ع) : « إلا أن
يكون قدامها ولو بصدره » [١] ، وما في خبري جميل وابن بكير : «
إذا كان سجودها مع ركوعه » [٢] ـ بناء على إرادة
تقدير التباعد بالمكان كما هو ظاهر ـ وما في
موثق عمار : « إن كانت تصلي خلفه فلا بأس وإن كانت
تصيب ثوبه » [٣]. بناء على أن الظاهر منه إرادة كون موضع صلاتها بتمامه
خلفه وإن كانت متصلة به بحيث تصيب ثوبه ـ كما هو الظاهر ـ لا أن موقفها خلف موقفه.
فالمتعين بناء على الكراهة القول بخفة الكراهة بما في الصحيح ، ثمَّ بما في
الخبرين ، وترتفع بما في الموثق ، وبناء على المنع ارتفاعه بالأول مع الكراهة ،
وتخف بالثاني ، وترتفع بالثالث.
ومن ذلك يظهر
الاشكال فيما هو ظاهر جملة من كلمات الأصحاب ، ففي الشرائع : « ولو كانت وراءه
بقدر ما يكون موضع سجودها محاذياً لقدمه سقط المنع ». ونحوها عبارتا المقنعة واللمعة
على ما حكي وفي القواعد : « ولو كانت وراءه صحت صلاتهما ». ونحوهما غيرهما. وفي
محكي المنتهى ـ بعد حكاية الإجماع على صحة صلاتهما مع الحائل والأذرع ـ : « وكذا
لو صلت متأخرة ولو بشبر أو قدر مسقط الجسد ». وفي جملة : الاقتصار على مسقط الجسد.
وفي غيرها : غير ذلك. وبالتأمل فيما ذكرنا يظهر ما فيها فلاحظ. نعم بناء على
المانعية يكون ما دل على ارتفاعها بالشبر
[١] الوسائل باب :
٦ من أبواب مكان المصلي حديث : ٢.
[٢] الوسائل باب :
٦ من أبواب مكان المصلي حديث : ٣ و ٥.
[٣] الوسائل باب :
٦ من أبواب مكان المصلي حديث : ٤.
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 5 صفحة : 478