وكيف كان فالمشهور
شهرة عظيمة أنه مع فقد العلم والظن يصلي الى أربع جهات ، بل في المعتبر وعن
المنتهى والتذكرة : نسبته إلى علمائنا وعن صريح الغنية : الإجماع عليه. ويشهد له
مرسل خراش المتقدم ، ومرسل
الكافي : « روي أيضاً أن المتحير يصلي
الى أربعة جوانب » [١] ومرسل
الفقيه : « روي في من لا يهتدي إلى القبلة في
مفازة أن يصلي الى أربعة جوانب » [٢]. وضعفها منجبر بما عرفت.
نعم يعارضها صحيح زرارة ومحمد عن أبي جعفر (ع) : «
يجزئ المتحير أبداً أينما توجه إذا لم يعلم أين وجه القبلة » [٣] ، ومرسل
ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن زرارة قال : «
سألت أبا جعفر (ع) عن قبلة المتحير. فقال (ع) : يصلي حيث يشاء » [٤] ، وصحيح
معاوية بن عمار : « أنه سأل الصادق (ع)
: عن الرجل يقوم في الصلاة ثمَّ ينظر بعد ما فرغ فيرى أنه قد انحرف يميناً أو
شمالا. فقال (ع) : قد مضت صلاته وما بين المشرق والمغرب قبلة. ونزلت هذه الآية في
قبلة المتحير ( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ
فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ )[٥] »
[٦].
والمناقشة في
الأول سنداً بجهالة طريق الصدوق إلى زرارة ومحمد مجتمعين ، ومتناً من جهة أن في
بعض النسخ ذكر « التحري » بدل
[١] الوسائل باب :
٨ من أبواب القبلة حديث : ٤ وفي الوسائل عن الكافي ( انه ) بدل ( ان المتحير ).