ذات عرق. وأظهر
منه صحيح عمر بن يزيد السابق [١]. وفي
صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال : «
أول العقيق : بريد البعث وهو دون المسلخ بستة أميال ، مما يلي العراق. وبينه وبين
غمرة أربعة وعشرون ميلا ، بريدان » [٢]
وفي مصححه الآخر عنه (ع) قال : «
آخر العقيق : بريد أوطاس. وقال : بريد البعث دون غمرة ببريدين » [٣]وظاهر الأول : أن
آخر العقيق إلى غمرة ، إذ لو كان زائداً على غمرة لذكر. وثانيهما قد يظهر منه أن
ذات عرق ليست آخره. وإلا لكانت أولى بالذكر في مقام البيان ، لأنها أشهر وأعرف. كما
أن مقتضى المصحح الأول : أن أوله قبل المسلخ. بستة أميال ، وهو يقتضي ظهور الثاني
في ذلك أيضاً ، فيكونان مخالفين لما سبق في أول العقيق وآخره.
لكن مخالفتهما لما
سبق في أوله خلاف الإجماع المحقق ـ على الظاهر ـ المصرح به في كلامهم ، فلا مجال
للعمل بهما. وأما مخالفتهما لما سبق في آخره ـ وكذا مخالفة ما هو أظهر منهما في
ذلك ، وهو خبر أبي بصير ، وصحيح عمر بن يزيد ـ فهي وإن لم تكن خلاف الإجماع ، فقد
حكي القول بمضمونها عن علي بن بابويه وعن ولده في المقنع ، والشيخ في النهاية وعن
الدروس متابعتهم ، وظاهر المدارك الميل إليها. إلا أنها مهجورة عند الأصحاب ،
فإنها ـ مع ما هي عليه من صحة السند ، وقوة الدلالة في أكثرها ، ومخالفة العامة ـ لم
يلتفتوا إليها ولم يعولوا عليها ، بل أعرضوا عنها وأهملوها ، وذلك موجب لسقوطها عن
الحجية.