اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 9 صفحة : 122
[و السنّة تنقسم أقساما ثلاثة]
و السنّة تنقسم (1) أقساما ثلاثة: بائن، و رجعي، و طلاق العدّة.
أول الكتاب [1] ذكره شرطا و جرى فيه على مذهب غيره، فلذلك كان ما هنا أجود.
قوله: «و السنّة تنقسم. إلخ».
(1) جعل طلاق العدّة قسيما للرجعي غير جيّد، لأن طلاق العدّة من جملة أقسام الرجعي و داخل فيه، فلا يجعل قسيما له المقتضي لخروجه عنه. و كان الأولى تقسيم طلاق السنّة إلى بائن و رجعي، ثمَّ تقسيم الرجعي إلى طلاق العدّة و غيره، كما صنع في التحرير [2]. و في القواعد [3] قسّم الطلاق الشرعي- و هو طلاق السنّة بالمعنى الأعمّ- إلى طلاق عدّة و سنّة بالمعنى الأخصّ. و المراد به أن يطلّق على الشرائط ثمَّ يتركها حتى تخرج من العدّة، سواء كانت العدّة رجعيّة أم بائنة، ثمَّ يتزوّجها بعقد جديد. و هذه القسمة و إن لم تكن متداخلة إلّا أنها غير حاصرة، فإن الطلاق الشرعي أعمّ منهما. ثمَّ بعد ذلك قسّمه إلى البائن و الرجعي و اقتصر عليهما. و هو جيّد. و كذلك فعل في الإرشاد [4]، إلّا أنه قدّم التقسيم إلى البائن و الرجعي على السنّي و العدّي. و الحكم فيهما واحد.
و التحقيق: أن الطلاق العدّي من أقسام الرجعي كما ذكرناه، فلا يجعل قسيما له. و الطلاق السنّي بالمعنى الأخصّ بينه و بين كلّ واحد من البائن و الرجعي عموم و خصوص من وجه. يختصّ البائن عنه بما إذا لم يتزوّجها بعد العدّة مع كونه بائنا، و يختصّ السنّي عنه بما إذا كان رجعيّا فلم يرجع و تزوّجها