responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 15  صفحة : 93

..........


مدفّفين [1]، كما إذا حزّ أحدهما رقبته و قدّه الآخر نصفين، أو لم يكونا مدفّفين، كما إذا أجاف كلّ واحد منهما جائفة أو قطع عضوا و مات منهما. و إن كان أحدهما مدفّفا دون الآخر، فالقاتل صاحب الفعل المدفّف.

و إن طرأ فعل أحدهما على فعل الآخر فله حالتان:

إحداهما: أن يوجد الثاني بعد انتهاء المجنيّ عليه إلى أن صارت حركته حركة المذبوحين، إما عقيب الفعل الأول لكونه مدفّفا، أو بسرايته و تأثيره مدّة، فيكون القاتل الأول، و على الثاني حكم الجاني على الميّت، و سيأتي [2]. و المراد من حركة المذبوح التي لا يبقى معها الإدراك و النطق و الحركة الاختياريّان.

الثانية: أن يوجد الثاني قبل انتهائه إلى حركة المذبوحين، فينظر إن كان الثاني مدفّفا، كما لو جرحه واحد ثمَّ جاء آخر و حزّ رقبته أو قدّه نصفين، فالقاتل الثاني، لأن الجراحة كانت تؤثّر بالسراية، و الحزّ أبطل أثرها و سرايتها. و إنما يجب على الأول القصاص في العضو المقطوع، أو المال على ما يقتضيه الحال.

و لا فرق بين أن يتوقّع البرء من الجراحة السابقة له لو لم يطرأ الحزّ، و بين أن لا يتوقّع و يستيقن الهلاك بعد يومين أو أيّام، لأن له في الحال حياة مستقرّة، و التصرّفات فيها نافذة.

و إن لم يكن الثاني مدفّفا أيضا و مات بسرايتهما جميعا، كما لو أجاف الأول ثمَّ أجاف الثاني، أو قطع الأول يده من الكوع ثمَّ قطع الثاني الساعد من المرفق فمات، فهما قاتلان، لأن القطع الأول قد انتشرت سرايته و آلامه و انضمّ


[1] دفّف على الجريح كذفّف: أجهز عليه. لسان العرب 9: 105.

[2] في ص: 490.

اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 15  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست