اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 15 صفحة : 24
..........
و امرأته بائنة منه يوم ارتدّ، فلا تقربه، و يقسّم ماله بين ورثته، و تعتدّ امرأته عدّة المتوفّى عنها زوجها، و على الامام أن يقتله و لا يستتيبه» [1].
و هذا الحكم بحسب الظاهر لا إشكال فيه، بمعنى تعيّن قتله. و أما فيما بينه و بين اللّه تعالى فقبول توبته هو الوجه، حذرا من تكليف ما لا يطاق لو كان مكلّفا بالإسلام، أو خروجه عن التكليف ما دام حيّا كامل العقل، و هو باطل بالإجماع.
و حينئذ فلو لم يطّلع عليه أحد، أو لم يقدر على قتله، أو تأخّر قتله، و تاب قبلت توبته فيما بينه و بين اللّه تعالى، و صحّت عباداته و معاملاته، و لكن لا يعود ماله و زوجته إليه بذلك. و يجوز له تجديد العقد عليها بعد العدّة، أو فيها على احتمال، كما يجوز للزوج العقد على المعتدّة بائنا حيث لا تكون محرّمة مؤبّدا، كالمطلّقة ثلاثا.
و الأصحاب حملوا الأخبار المطلقة في ثبوت هذه الأحكام على المرتدّ عن فطرة، جمعا بينها و بين ما دلّ على قبول توبته. مضافا إلى تقييد الحكم في رواية عمّار بارتداد المسلم بين مسلمين. و رواية عليّ بن جعفر عن أخيه موسى (عليه السلام) قال: «سألته عن مسلم تنصّر؟ قال: يقتل و لا يستتاب، قلت:
فنصرانيّ أسلم ثمَّ ارتدّ عن الإسلام، قال: يستتاب، فإن تاب و إلا قتل» [2].
و يظهر من ابن الجنيد[3] أن الارتداد قسم واحد، و أنه يستتاب، فإن تاب