اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 14 صفحة : 524
و يسقط الحدّ بالتوبة (1) قبل ثبوته، و يتحتّم لو تاب بعد البيّنة.
و لو تاب بعد الإقرار، قيل: يتحتّم القطع. و قيل: يتخيّر الإمام في الإقامة و العفو، على رواية فيها ضعف.
و لو قطع الحدّاد يساره (2) مع العلم، فعليه القصاص، و لا يسقط قطع اليمين بالسرقة. و لو ظنّها اليمين، فعلى الحدّاد الدّية.
و هل يسقط قطع اليمين؟ قال في المبسوط: لا، لتعلّق القطع بها قبل ذهابها.
و في رواية محمد بن قيس، عن أبي جعفر [(عليه السلام)]: أن
كما يحبس في المرّة الثالثة بعد قطع يده و رجله، لأن هذا بمعناه.
و فيه الإشكال، لأن النصّ إنما ورد بكون الحبس عقوبة في المرّة الثالثة بعد القطعين، و لم يتحقّق هنا، فإثباته عقوبة عن المرّة الأولى تخطّ عن موضع الإذن من الشارع، و قياس مع وجود الفارق.
قوله: «و يسقط الحدّ بالتوبة. إلخ».
(1) أما سقوط الحدّ بالتوبة قبل ثبوت سببه فموضع وفاق، كنظائره من الحدود.
و أما تحتّمه بعد إقامة البيّنة فموافق للأصل و النصّ [1].
و أما التخيير فيه بعد الإقرار فقد تقدّم [2] البحث فيه، و أن بالسقوط أو بتخيّر الامام رواية مرسلة و أخرى ضعيفة السند، و أن الأصحّ تحتّم الحدّ كالبيّنة.
قوله: «و لو قطع الحدّاد يساره. إلخ».
(2) لا خلاف في بقاء حقّ القطع على السارق مع تعمّد الحدّاد قطع يساره،
[1] راجع الوسائل 18: 331 ب «18» من أبواب مقدّمات الحدود ح 3.