اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 13 صفحة : 113
..........
و قوله- رضي اللّه عنه-: «و إن لم يبق شيء فلا شيء له» مبالغة في تقديم من قدّمهم اللّه تعالى، و إلا فهذا الفرض لا يقع، إذ لا بدّ أن يفضل لهم شيء.
و رووا أيضا عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنه- أنه كان يقول: «من شاء باهلته عند الحجر الأسود أن اللّه تعالى لم يذكر في كتابه نصفين و ثلثا» [1].
و أما ما ورد من طرق الخاصّة عن عليّ و أهل بيته (عليهم السلام) في إنكار العول فكثير يكاد يبلغ حدّ التواتر. فمنها ما رواه أبو بصير عن الباقر (عليه السلام)، قال: «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن الذي أحصى رمل عالج ليعلم أن السهام لا تعول عن ستّة، لو كانوا يبصرون وجهها لم تجز ستّة» [2]. و رووا [3] عن ابن عبّاس نحو ما تقدّم.
و روى محمد بن مسلم في الصحيح و الفضيل بن يسار و بريد العجلي و زرارة بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «السهام لا تعول» [4].
و عن عليّ بن سعيد قال: «قلت لزرارة: إن بكير بن أعين حدّثني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن السهام لا تعول، و لا تكون أكثر من ستّة، فقال: هذا ما ليس فيه اختلاف بين أصحابنا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه (عليهما السلام)» [5].
[1] التهذيب 9: 248 ح 962، الوسائل 17: 423 ب «6» من أبواب موجبات الإرث ح 12، و انظر الحاوي الكبير 7: 129، المبسوط للسرخسي 29: 161، تلخيص الحبير 3: 90.