اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 10 صفحة : 201
..........
الشامل للرجل و المرأة، فإن الروايات [1] المختلفة إنما وردت في لعان الكافرة.
و فيه: أن البحث هنا في الملاعن دون الملاعنة، و سيأتي [2] البحث فيها بخصوصها و في شرائطها. و يمكن أن تجعل الأخبار الدالّة على صحّة لعان الكافرة و عدمه دالّا على مثله في الزوج الكافر، من حيث إن وجه المنع كونه شهادة و هي مشتركة بينهما. و يتصوّر لعان الكافر فيما إذا كان الزوجان ذمّيين فترافعا إلينا. و يمكن فرض الزوجة مسلمة و الزوج كافرا فيما إذا أسلمت و أتت بولد يلحقه شرعا، فأنكره.
و قوله: «و كذا المملوك» يظهر منه أن في لعانه روايتين، و أن الأشهر الصحّة. و ليس كذلك، بل فيه روايات بالصحّة، كصحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام): «أنه سئل عن عبد قذف امرأته، قال: يتلاعنان كما يتلاعن الأحرار» [3]. و حسنة جميل بن درّاج عن الصادق (عليه السلام) قال:
«سألته عن الحرّ بينه و بين المملوكة لعان، فقال: نعم، و بين المملوك و الحرّة، و بين العبد و بين الأمة، و بين المسلم و اليهوديّة و النصرانيّة» [4]. و ليس فيه رواية بالمنع، و لا به قائل معلوم، و ابن الجنيد [5] المانع من لعان الكافر صرّح بعدم اشتراط الحرّية فيهما. و الأولى أن يريد بقوله: «و كذا القول في المملوك» مجرّد
[1] لاحظ الوسائل 15: 596 ب «5» من أبواب اللعان ح 2، 4، 6، 11- 15.