responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 0  صفحة : 35

قصة مقتله و استشهاده

الذي يظهر من تاريخ حياة الشهيد- كما مرّ في ترجمته لنفسه- انه كان محاطا بالأعداء و الحسّاد الذين يتربصون به الدّوائر حتى انه كان يخفي علمه و آثاره القيمة خوفا من اثارة حسدهم أو اطلاعهم على ما يمكنهم الاحتجاج به عليه و تعكير الجوّ و إغفال العامّة و الغوغاء و اثارتهم ضدّه. و لعلّ أشدهم عداوة له القاضي معروف. و قد مرّ في ترجمته أيضا أنه لم يستنجز منه- كما كان هو المعتاد- حين سفره الى قسطنطنية و لم يأخذ منه عرضا- حسب تعبيرهم- و مع ذلك حصل على المرسوم الصّادر بنصبه مدرّسا في المدرسة النورية ببعلبك. و بذلك انقطعت عنه محاولات الأعداء للحطّ من كرامته، و تألّق نجمة في سماء العلم و التدريس و المرجعية، و دانت له الرّقاب ممّا أحج نار الحقد و الحسد في قلوب مناوئيه و في مقدمتهم القاضي معروف فدبّروا له المكائد. يقول ابن العودي حول أيام مرجعيته في بعلبك:

«كنت في خدمته في تلك الأيام، و لا أنسى و هو في أعلى مقام و مرجع الأنام و ملاذ الخاص و العام و مفتي كل فرقة بما يوافق مذهبها و يدرس في المذاهب كتبها. و كان له في المسجد الأعظم بها درس مضافا إلى ما ذكر و صار أهل البلد كلهم في انقياده و من وراء مراده بقلوب مخلصة في الوداد و حسن الإقبال و الاعتقاد. و قام سوق العلم بها على طبق المراد و رجعت اليه الفضلاء من أقاصي البلاد ورقي ناموس السادة و الأصحاب في الازدياد، و كانت عليهم تلك الأيام من الأعياد.» [1].

و قال بعد انتهاء ترجمة الشهيد لنفسه و ذكره لرجوعه إلى بلده و اشتغاله إلى سنة خمس و خمسين بالدرس و التصنيف: «و هذا التاريخ كان خاتمة أوقات الأمان


[1] الدر المنثور 2: 182.

اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 0  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست