المفطرات مع النية
[١]. وهو قريب من تعريف المصنف رحمهالله ، لأن التوطين أمر وجودي كالكف ، فيرد عليه ما ورد على
تعريف المصنف.
وعرفه الشهيد في
الدروس بأنه توطين النفس لله تعالى على ترك الثمانية ، الأكل ، والشرب ـ إلى آخره
ـ من طلوع الفجر الثاني إلى الغروب من المكلف أو المميز المسلم الخالي عن السفر
والموانع التي عددها [٢]. واستحسن الشارح هذا التعريف [٣]. وهو غير جيد ،
لأن التوطين المذكور عبارة عن النية ، وهي خلاف الصوم. ولو جعل الجار في قوله : من
طلوع الفجر ، متعلقا بتوطين النفس فسد من وجه آخر ، وهو لزوم وجوب استحضار النية
في جميع أجزاء الصوم وبطلان صوم الذاهل عن التوطين المذكور والنائم ، وهو معلوم
البطلان. لكن الأمر في هذه التعاريف هيّن كما بيناه مرارا.
وهنا فوائد :
الأولى : الصوم من
أفضل الطاعات وأشرف العبادات ولو لم يكن فيه إلا الارتقاء من حضيض حظوظ النفس
البهيمية إلى ذروة التشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلا ومنقبة ، والأخبار
الواردة بذلك أكثر من أن تحصى ، فروى شيخنا المتقدم محمد بن يعقوب الكليني ـ رضياللهعنه ـ في الحسن ، عن
زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « بني الإسلام على خمسة أشياء ، على الصلاة
والزكاة والحج والصوم والولاية ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الصوم جنة من النار » [٤].