قسم الصائمين فقد
تقدم الكلام فيه [١] ، وأن ذلك إنما يتم على القول بأن عبادته شرعية ، وأن ما
ذكره الشارح من أن الصحة لا تستلزم كون صومه شرعيا ، لأنها من باب خطاب الوضع ،
وهو لا يتوقف على التكليف [٢] ، غير جيد.
وأما صحة صوم
النائم إذا سبقت منه النية وإن استمر نومه في مجموع النهار فعليه اتفاق العلماء ،
لتحقق الصوم الذي هو عبارة عن الإمساك عن تعمد فعل المفطر مع النية.
ويدل على أن النوم
غير مناف للصوم مضافا إلى الإجماع القطعي روايات كثيرة ، منها قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الصائم في
عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما » [٣] وقول الصادق عليهالسلام : « نوم الصائم
عبادة ، وصمته تسبيح ، وعمله متقبل ، ودعاؤه مستجاب » [٤] وقول الكاظم عليهالسلام : « قيلوا فإن
الله تبارك وتعالى يطعم الصائم ويسقيه في منامه » [٥] إلى غير ذلك من
الأخبار الكثيرة.
وقال ابن إدريس :
النائم غير مكلف بالصوم وليس صومه شرعيا [٦]. ومراده أن الإمساك في حال النوم لا يوصف بوجوب ولا ندب
فلا يوصف بالصحة ، لكنه بحكم الصحيح في استحقاق الثواب عليه ، للإجماع القطعي على
أن النوم لا يبطل الصوم.