( خُذْ مِنْ
أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها )[١] والتاء فيهما
للخطاب ، أي تطهرهم أيها الآخذ وتزكيهم بواسطة تلك الصدقة. وقيل : التاء في (
تُطَهِّرُهُمْ ) للتأنيث [٢]. وفيه نوع انقطاع بين المعطوف والمعطوف عليه. والتزكية
مبالغة في التطهير ، أو هي بمعنى الإنماء ، كأنه تعالى جعل النقصان سببا للإنماء
والزيادة والبركة ، أو تكون عبارة عن تعظيم شأنهم والأثناء عليهم.
والآيات والأخبار
الواردة في فضل الصدقة أكثر من أن تحصى ، فمن ذلك قوله تعالى ( مَنْ ذَا
الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً )[٣]. روي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : « لما
نزلت هذه الآية : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها
)[٤] قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : رب زدني فأنزل
الله سبحانه ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثالِها )[٥] فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : رب زدني فأنزل الله عزّ وجلّ ( مَنْ ذَا
الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً )[٦] والكثير عند الله
لا يحصى » [٧].
وما رواه الكليني
في الصحيح ، عن معاوية بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « كان في
وصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : وأما الصدقة فجهدك حتى يقال : قد أسرفت ،
ولم تسرف أبدا » [٨].