responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارك الأحكام المؤلف : الموسوي العاملي، السيد محمد    الجزء : 5  صفحة : 214

______________________________________________________

أجمع العلماء كافة على أن للمؤلّفة قلوبهم سهما من الزكاة ، والقرآن‌ الكريم ناطق بذلك [١] ، وإنما الخلاف في اختصاص التأليف بالكفّار أو شموله للمسلمين أيضا ، فقال الشيخ في المبسوط : ( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) عندنا هم الكفّار الذين يستمالون بشي‌ء من مال الصدقات إلى الإسلام ويتألّفون ليستعان بهم على قتال أهل الشرك ، ولا يعرف أصحابنا مؤلفة أهل الإسلام [٢]. واختاره المصنف في هذا الكتاب وجماعة [٣].

وقال المفيد ـ رحمه‌الله ـ : ( الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) ضربان : مسلمون ومشركون [٤].

وربما ظهر من كلام ابن الجنيد اختصاص التأليف بالمنافقين ، فإنه قال : ( الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) من أظهر الدين بلسانه وأعان المسلمين وإمامهم بيده وكان معهم إلاّ قلبه [٥].

وحكى المصنف في المعتبر عن الشافعي أنه قسّم المؤلّفة قسمة أوليّة إلى قسمين : مسلمين ومشركين وقال : إن المشركين ضربان : ضرب لهم قوّة وشوكة يخاف منهم فإن أعطوا كفّوا شرهم وكفّ غيرهم معهم ، وضرب لهم ميل إلى الإسلام فيعطون من سهم المصالح لتقوى نيّتهم في الإسلام ويميلون إليه.

والمسلمين أربعة : قوم لهم نظراء فإذا أعطوا رغب نظراؤهم ، وقوم في نيّاتهم ضعف فيعطون لتقوى نيّاتهم ، وقوم من الأعراب في أطراف بلاد الإسلام بإزائهم قوم من أهل الشرك فإذا أعطوا رغب الآخرون ، وقوم بإزائهم آخرون‌


[١] التوبة : ٦٠.

[٢] المبسوط ١ : ٢٤٩.

[٣] منهم ابن البراج في شرح الجمل : ٢٦٠ ، والعلامة في التحرير ١ : ٦٨ ، والشهيد الأول في البيان : ١٩٤.

[٤] نقله عنه في المعتبر ٢ : ٥٧٣.

[٥] حكاه عنه في المختلف : ١٨١.

اسم الکتاب : مدارك الأحكام المؤلف : الموسوي العاملي، السيد محمد    الجزء : 5  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست