وأما رواية ابن
مسلم فإنها وإن كانت مشعرة بذلك إلاّ أنها غير صريحة فيه ، بل ربما لاح منها أن
التعليل بكونه « إذا ذهب بريدا ورجع بريدا شغل يومه » إنما وقع على سبيل التقريب
إلى الأفهام ، كما يشعر به إطلاق التقصير في البريد أولا.
وثالثا : أن
الظاهر من رواية معاوية بن عمار [١] المتضمنة لتوبيخ أهل مكة على الإتمام بعرفات كون الخروج
للحج ، وقد وقع التصريح بذلك في رواية إسحاق بن عمار حيث قال فيها ، قلت لأبي عبد
الله عليهالسلام : في كم التقصير : فقال : « في بريد ، ويحهم كأنهم لم يحجوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » [٢].
وحسنة الحلبي ، عن
أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إن أهل مكة إذا خرجوا حجاجا قصروا ، وإذا زاروا
ورجعوا إلى منازلهم أتموا » [٣] والخروج للحج لا يتحقق معه الرجوع ليومه.
وجمع الشيخ في
كتابي الأخبار بين هذه الروايات بوجه آخر ، وهو تنزيل أخبار الثمانية على الوجوب ،
وأخبار الأربعة على الجواز [٤][٥]. وحكاه بعض مشايخنا المعاصرين عن جدي ـ قدسسره ـ في الفتاوى ،
ومال إليه في روض الجنان حتى أنه استوجه كون القصر أفضل من الإتمام [٦]. ولا ريب في قوة
هذا