المراد بالسهو هنا
الشك ، كما صرح به المصنف في المعتبر [١]. والمراد أن من كثر شكه لا يلتفت إلى الشك ، بل يبني على
وقوع الفعل المشكوك فيه وإن كان في محله ، ما لم يستلزم الزيادة ، فيبني على
المصحح.
وقد ورد بعدم
الالتفات إلى الشك مع الكثرة روايات كثيرة ، كصحيحة زرارة وأبي بصير ، قالا ، قلنا
له : الرجل يشك كثيرا في صلاته حتى لا يدري كم صلى ولا ما بقي عليه ، قال : « يعيد
» قلنا : فإنه يكثر عليه ذلك كلما أعاد شك ، قال : « يمضي على شكه » ثم قال : « لا
تعوّدوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطعموه ، فإن الشيطان خبيث معتاد لما عوّد ،
فليمض أحدكم في الوهم ولا يكثرن نقض الصلاة ، فإنه إذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه
الشك » قال زرارة ، ثم قال : « إنما يريد الخبيث أن يطاع ، فإذا عصي لم يعد إلى
أحدكم » [٢].
وصحيحة محمد بن
مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « إذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك ، فإنه يوشك
أن يدعك ، إنما هو من الشيطان » [٣].
وصحيحة ابن سنان ،
عن غير واحد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك » [٤].