ما تدل عليه توقف
غيبوبة الشمس من المشرق والمغرب على ذهاب الحمرة المشرقية ، وهو خلاف المدعى.
وأما الثالثة
فباشتراك راويها ، وهو محمد بن عليّ بين جماعة منهم الضعيف ، مع أنها قاصرة عن
إفادة التوقيت ، إذ يجوز أن يكون تأخيره عليهالسلام الصلاة إلى ذلك الوقت لطلب الفضيلة ، كتأخير العشاء إلى
ذهاب الشفق ، لا لعدم دخول الوقت قبل ذلك. وتشهد له رواية جارود ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : « قلت
لهم : مسّوا [١] بالمغرب قليلا فتركوها حتى اشتبكت النجوم ، فأنا الآن
أصلّيها إذا سقط القرص » [٢].
وقد ورد في بعض
الروايات اعتبار رؤية النجوم ، كصحيحة بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سأله
سائل عن وقت المغرب ، قال : « إن الله يقول في كتابه لإبراهيم عليهالسلام( فَلَمّا
جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً )[٣] فهذا أول الوقت ، وآخر ذلك غيبوبة الشفق » [٤]. وحملها الشيخ في
التهذيب على حالة الضرورة ، أو على مدّها حتى تظهر النجوم فيكون فراغه منها عند
ذلك ، وهو بعيد جدا.
ويمكن حملها على
وقت الاشتباه كما تشعر به رواية عليّ بن الريّان ، قال : كتبت إليه : الرجل يكون
في الدار تمنعه حيطانها النظر إلى حمرة المغرب ، ومعرفة مغيب الشفق ، ووقت صلاة
العشاء الآخرة متى يصلّيها؟ وكيف يصنع؟ فوقّع عليهالسلام : « يصلّيها إذا كان على هذه الصفة عند قصر النجوم ،
والعشاء
[١] أي : أخّروها
وأدخلوها في المساء ـ مجمع البحرين ١ : ٣٩٣ ، الوافي ٢ : ٤٧.
[٢] التهذيب ٢ : ٢٥٩
ـ ١٠٣٢ ، الوسائل ٣ : ١٢٩ أبواب المواقيت ب ١٦ ح ١٥.