الشرقية كالبصرة
وما ساواها فيحتاج فيها إلى زيادة انحراف نحو المغرب. وكذا القول في بلاد خراسان ،
وذكر المصنف [١] والعلامة [٢] أنّ قبلة خراسان والكوفة واحدة. وهو بعيد جدا. والله تعالى
أعلم.
قوله
: ( ويستحب لهم التياسر إلى يسار المصلي منهم قليلا ).
هذا هو المشهور
بين الأصحاب ، وظاهر عبارة الشيخ في النهاية والمبسوط والخلاف يعطي الوجوب [٣] ، واستدل عليه في
الخلاف بإجماع الفرقة ، وما رواه المفضل بن عمر أنه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن التحريف
لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة ، وعن السبب فيه فقال : « إنّ الحجر الأسود لما
أنزل من الجنة ووضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور نور الحجر ، فهي
عن يمين الكعبة أربعة أميال ، وعن يسارها ثمانية أميال ، كله اثنا عشر ميلا ، فإذا
انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن حد القبلة لقلة أنصاب الحرم ، وإذا انحرف ذات
اليسار لم يكن خارجا من حد القبلة » [٤] وروى الكليني عن علي بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام نحو ذلك [٥].
والروايتان ضعيفتا
السند جدا ، والعمل بهما لا يؤمن معه الانحراف الفاحش عن حد القبلة وإن كان في
ابتدائه يسيرا.
والحكم مبني على
أنّ البعيد يستقبل الحرم كما ذكره المصنف في النافع ، والعلامة في المنتهى [٦] ، واحتمل في
المختلف اطراد الحكم على القولين [٧]. وهو