responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارك الأحكام المؤلف : الموسوي العاملي، السيد محمد    الجزء : 3  صفحة : 128

______________________________________________________

والثانية رواها ابن بابويه في كتابه مرسلا ، قال ، قال رجل للصادق عليه‌السلام : إني أكون في السفر ولا أهتدي إلى القبلة بالليل ، قال : « أتعرف الكوكب الذي يقال له جدي؟ » قلت : نعم ، قال : « اجعله على يمينك ، وإذا كنت في طريق الحج فاجعله بين كتفيك » [١] وهما مؤيدتان لما ذكرناه.

وقد ذكر الأصحاب لأهل العراق ثلاث علامات :

الأولى : جعل الفجر أي المشرق على المنكب الأيسر ، والمغرب على الأيمن. والظاهر أنّ المراد بهما الاعتداليان ، لعدم انضباط ما عداهما [٢]. والمنكب مجمع العضد والكتف.

الثانية : جعل الجدي بحذاء المنكب الأيمن. والجدي مكبر ، وربما صغر ليتميز عن البرج ، وهو نجم مضي‌ء يدور مع الفرقدين حول قطب العالم الشمالي. والقطب نقطة موهومة يقابلها مثلها من الجنوب.

قال الشارح قدس‌سره : وأقرب الكواكب إليها نجم خفي لا يكاد يدركه إلاّ حديد البصر ، يدور حولها كل يوم وليلة دورة لطيفة لا تكاد يدرك ، ويطلق على هذا النجم القطب مجازا لمجاورته القطب الحقيقي ، وهو علامة لقبلة العراقي إذا جعله المصلي خلف منكبه الأيمن ، ويخلفه الجدي في العلامة إذا كان في غاية الارتفاع أو الانخفاض ، وإنما اشترط ذلك لكونه في تلك الحال على دائرة نصف النهار وهي مارة بالقطبين وبنقطة الجنوب والشمال ، فإذا كان القطب مسامتا لعضو من المصلي كان الجدي مسامتا له ، لكونهما على دائرة واحدة ، بخلاف ما لو كان منحرفا نحو المشرق والمغرب [٣].

قلت : ما ذكره ـ رحمه‌الله ـ مشهور بين الأصحاب ، وممن صرح به :


[١] الفقيه ١ : ١٨١ ـ ٨٦٠ ، الوسائل ٣ : ٢٢٢ أبواب القبلة ب ٥ ح ٢.

[٢] الجواهر ٧ : ٣٦١. لشدة التفاوت فيهما باختلاف الفصول المقتضي لعدم كون العلامة مطلق المشرق والمغرب ، ولو كان كل منهما من فصل تفاوت ذلك أشد تفاوت.

[٣] المسالك ١ : ٢٢.

اسم الکتاب : مدارك الأحكام المؤلف : الموسوي العاملي، السيد محمد    الجزء : 3  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست