الأول : قوله
تعالى ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ )[١] فإن اليهود
والنصارى مشركون ، لقوله تعالى بعد حكايته عنهم أنهم ( اتَّخَذُوا
أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) : (
سُبْحانَهُ عَمّا يُشْرِكُونَ )[٢] ويتوجه عليه مضافا إلى ما سبق منع هذه المقدمة أيضا ، إذ
المتبادر من معنى المشرك من اعتقد إلها مع الله ، وقد ورد في أخبارنا أن معنى
اتخاذهم الأحبار والرهبان أربابا من دون الله : امتثالهم أوامرهم ونواهيهم ، لا
اعتقادهم أنهم آلهة [٣] ، وربما كان في الآيات المتضمنة لعطف المشركين على أهل
الكتاب وبالعكس بالواو [٤] إشعار بالمغايرة.
الثاني : الأخبار
الدالة على ذلك ، كصحيحة عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى عليهالسلام : إنه سأله عن
رجل اشترى ثوبا من السوق للبس لا يدري لمن كان هل يصلح الصلاة فيه؟ قال : « إن
اشتراه من مسلم فليصلّ فيه ، وإن اشتراه من نصراني فلا يصلّي فيه حتى يغسله » [٥].
وحسنة سعيد الأعرج
: أنه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن سؤر اليهودي والنصراني فقال : « لا » [٦].
وصحيحة محمد بن
مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن آنية أهل الذمة