الحمد لله المحمود
لآلائه ، المشكور لنعمائه ، المعبود لكماله ، المرهوب لجلالة ، الذي ارتفع شأنه عن
مشابهة الأنام ، وتقدّس بكمال ذاته عن إحاطة دقائق الأفهام ، وتعالى في عظمته عن
أن تبلغ كنه حقيقته الأوهام ، وأفاض سحائب الإفضال على جميع البرية فشملهم سوابغ
الأنعام أحمده على ما منحه من إرشاده وهدايته ، وأسأله العصمة من الشيطان الرجيم
وغوايته. وأصلي على أشرف من بعثه ببرهانه وآيته ، وجعله سيد متحملي رسالته ، سيدنا
محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، صاحب شريعته ودلالته ، وعلى ابن عمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات
الله عليه ، المختار لأخوّته ووصيته وخلافته ، وعلى الأئمّة من ذريته وعترته
وسلالته.
وبعد فإنّ أحقّ
الفضائل بالتعظيم ، وأحراها باستحقاق التقديم ، وأتمّها في استجلاب ثوابه الجسيم
هو العلم بالأحكام الشرعية والوظائف الدينية ، إذ به تحصل السعادة الأبدية ،
ويتخلص من الشقاوة السرمدية ، فوجب على كل مكلّف صرف الهمة