دليله العقل
والنقل ، كتابا [١]وإجماعا من المسلمين وسنّة وهي أخبار كثيرة من طرقهم
وطرقنا ، مثل أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : لعن الله الراشي والمرتشي في
الحكم [٢]. وعن أبي عبد الله عليه السّلام قال : الرشا في الحكم ، هو الكفر بالله [٣].
فينبغي تحقيقها
، وهي في اللغة الجعل ، والظاهر أنّ المراد بها هنا ، ما يعطى للحكم حقا أو باطلا
، لأنّه المفهوم الموافق للّغة والخبر. فهو حرام على الراشي أيضا مطلقا.
فتخصيص البعض ـ
بأنّها التي يشترط بإزائها ، الحكم بغير الحقّ ، والامتناع من الحكم بالحقّ ـ غير
جيّد. وكذا تعميم عدم الإثم ، إن دفعها لأخذ الحقّ في نفس الأمر ، فإنّه موهم لعدم
التحريم حينئذ على المرتشي أيضا.
وأيضا الظاهر
أنّ التحريم عليه ، إذا لم يتوقّف الحكم على ذلك ، فإذا توقف يجوز له ذلك ، ويكون
حراما على المرتشي.
ولكن ليس حينئذ
أخذا بالحكم الحقّ ، بل استيفاء الحقّ بوجه ، كالمقاصّة ، فلا بدّ من التعذّر بكلّ
وجه حتّى يحلّ ذلك.
[١] قد استدل عليه
بكلمة (السحت) في قوله تعالى (سَمّاعُونَ
لِلْكَذِبِ أَكّالُونَ لِلسُّحْتِ)
المائدة : ٤٢ وقوله تعالى (لَوْ
لا يَنْهاهُمُ الرَّبّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ
وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ)
المائدة : ٦٢.
[٢] سنن أبي داود :
كتاب الأقضية (باب كراهية الرشوة) حديث ٣٥٨٠ ولفظ الحديث (عن عبد الله بن عمر قال
: لعن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الراشي والمرتشي) وفي سنن ابن ماجة :
كتاب الأحكام (باب التغليظ في الحيف والرشوة) حديث ٢٣١٣ ولفظ الحديث (عن عبد الله
بن عمر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : لعنة الله على الراشي
والمرتشي) وفي صحيح الترمذي كتاب الأحكام (باب ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم)
حديث ١٣٣٦ ولفظ الحديث (عن أبي هريرة : لعن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
الراشي والمرتشي في الحكم).
[٣] الوسائل باب ٨ من
أبواب آداب القاضي ح ٣ ـ ٨ ج ١٨ ص ١٦٢ و ١٦٣.
اسم الکتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي الجزء : 12 صفحة : 49