اسم الکتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي الجزء : 1 صفحة : 21
فقال له : من تكون يا هذا ، فقال : الّذي تسميه ابن المنجس ، فحصل بينهما
انس ومباسطة» [١]
وليس هذا الخلق الإسلامي الرائع الّذي تحلى به الإمام ابن المطهّر امرا
اختص به فقد عرف ذلك من عامّة علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، في سيرتهم مع
مخالفيهم ، وذلك مما ورثوه عن أئمتهم عليهم السلام الّذين كانوا يبالغون في
التّأكيد على حسن السّيرة مع العامّة ، وعلى رد الإساءة بالإحسان.
ومن روائع
اخبار مولانا الامام ابن المطهّر ، قضيّة تشيع السلطان المغولى الشاه محمد خدابنده
على يديه ، وقد نقل العلامة محسن الأمين في موسوعته الشهيرة «أعيان الشيعة» عن
العلامة المجلسي في شرح الفقيه ، ما نصّه :
«ان السلطان
اولجايتو محمد المغولي الملقّب ب «شاه خدابنده» غضب على احدى زوجاته ، فقال لها :
أنت طالق ثلاثا ، ثم ندم ، فسأل العلماء ، فقالوا : لا بدّ من المحلّل ، فقال :
لكم في كلّ مسألة أقوال فهل يوجد هنا اختلاف؟ فقالوا : لا ، فقال احد وزرائه : في
الحلّة عالم يفتي ببطلان هذا الطّلاق ، فقال العلماء : إنّ مذهبه باطل ، ولا عقل
له ولا لأصحابه ، ولا يليق بالملك أن يبعث الى مثله ، فقال الملك : أمهلوا حتى
يحضر ونرى كلامه.
فبعث ، فاحضر
العلّامة الحلّي ، فلما حضر جمع له الملك جميع علماء المذاهب ، فلما دخل على الملك
ـ أخذ نعله بيده ودخل وسلّم ، وجلس الى جانب الملك ، فقالوا للملك : الم نقل لك
أنهم ضعفاء العقول ، فقال : اسئلوه عن كل ما فعل.
فقالوا : لما
ذا لم تخضع للملك بهيئة الرّكوع؟ فقال : لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن
يركع له احد ، وكان يسلّم عليه وقال الله تعالى (فَإِذا دَخَلْتُمْ
بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً)[٢] ولا يجوز الركوع والسّجود لغير الله ،
قالوا : فلم
جلست بجنب الملك؟ قال : لانّه لم يكن مكان خال غيره ، قالوا :