ولهذا قال دام
ظله : (ولا ينعقد إلا لمن له أهلية الفتوى) هو أن يكون عارفا
بالكتاب ناسخه ومنسوخه عامه وخاصه ندبه وإيجابه ، عالما باللغة والإعراب ، لقول
الصادق عليهالسلام : ونحن قوم فصحاء ، فإذا رويتم عنا (حديثا خ) فأعربوه (ها
خ) [١].
وقال : من أفتى
الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرضا (الرحمة
خ) وملائكة العذاب. [٢]
وعنه عليهالسلام من حكم درهمين بغير ما أنزل الله ، فهو كافر [٣].
« قال دام ظله
» : وهل يشترط علمه بالكتابة؟ الأشبه نعم ، لاضطراره إلى
ما لا يتيسر لغير النبي صلىاللهعليهوآله إلا بها.
اختلف في أن
النبي صلىاللهعليهوآله هل كان عالما بالكتابة بعد البعثة أم
لا؟ المروي نعم ، لاحتياج الحكومة إليها ، وقيل : لا ، لقوله تعالى : (وما كنت تتلو
من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك)[٤].
فمن قال بالأول
، يشترط هنا الكتابة ، ومن قال بالثاني ، لا يشترط.
ويرد عليه أنه
ربما كان في طرفه عليهالسلام لحسن ضبطه وحفظه وأمنه من
النسيان.
[١] الوسائل باب ٨
حديث ٢٥ من أبواب صفات القاضي ، ولفظه في الوسائل هكذا : أعربوا
حديثنا فإنا قوم فصحاء.
[٢] الوسائل باب ٤
حديث ١ من أبواب صفات القاضي ، وتمامه : ولحقه وزر من عمل بفتياه.
[٣] راجع الوسائل
باب ٥ من أبواب صفات القاضي ، تجد هذا في غير واحد من أخبار الباب.