اسم الکتاب : كشف الرّموز المؤلف : الفاضل الآبي الجزء : 1 صفحة : 7
ومن هنا يظهر
السر فيما حكموا به من أنه يجب على غير المجتهد التقليد في
الواجبات والمحرمات ، والمندوبات والمكروهات ، وأضاف جمع بقولهم : بل المباحات
والعاديات.
بل نقول : يمكن
إرجاع مراتب السلوك إلى الله ـ الذي هو المصطلح عند قوم ـ الذي هو غاية آمال العارفين إلى الفقه كعلم تهذيب النفس وعلم الأخلاق ،
والعرفان الذي اصطلح عليه آخرون.
ولقد أحسن
الشيخ العلامة المتتبع الحر العاملي ـ روح الله روحه ـ حيث جعل
في كتابه الوسائل ـ الذي هو مرجع الفقهاء بعد تأليفه ـ كتاب الجهاد على قسمين
( أحدهما ) أبواب جهاد النفس ، وذكر فيها أكثر ما اصطلح عليه علماء الأخلاق بل
وأصحاب السير والسلوك بعنوان الفقه.
مثل ما عنون :
باب ١ وجوب جهاد النفس ، باب الفروض على الجوارح إلى
آخره ، باب ٣ جملة مما ينبغي القيام به من الحقوق الواجبة والمندوبة ، باب ٤
استحباب ملازمة الصفات الحميدة واستعمالها وذكر نبذة منها ، إلى غيرها من
الأبواب.
بل عنون
الأعمال الجوانحية والقلبية عنوانا فقهيا ، مثل : باب ٥ استحباب
التفكر فيما يوجب الاعتبار والعمل ، باب ٦ استحباب التخلق بمكارم الأخلاق إلى
آخر أبواب جهاد النفس ، فالجهاد الأصغر الذي هو جميع الفقه الجوارحي ـ على ما
هو المتعارف ـ متحد مع الجهاد الأكبر الذي هو تهذيب النفس وتكميل القوى ، الذي
هو الفقه الجوانحي ، والكل يجمعها التقوى [١] الذي قد أمر الله تعالى به في القرآن
العزيز.
ولعل الخطبة
المنقولة عن مولى الموحدين يعسوب الدين أمير المؤمنين ـ عليه
[١] وبالبال ، أن
مؤسس حكومة الجمهورية الإسلامية بإيران الإمام الخميني ـ طول الله عمره
وكثر الله أمثاله ـ كان في بعض بياناته في سنة
١٣٤٢ الشمسية يجعل للتقوى مراتب أربع : العملي ،
السياسي ، الروحي ، العقلي ، وللتفصيل في
بيانها محل آخر.
اسم الکتاب : كشف الرّموز المؤلف : الفاضل الآبي الجزء : 1 صفحة : 7