و يحتمل أن يكون قيداً لجميع الوجوه المذكورة، فيكون المراد تركّب أخبار الكاهن ممّا يقذفه الشيطان، و ما يحدث [2] في نفسه، لتلك الوجوه و غيرها، كما يدلّ عليه قوله (عليه السلام) بعد ذلك: «زاد كلمات من عنده فيخلط الحقّ بالباطل».
و كيف كان، ففي قوله: «انقطعت الكهانة» دلالة على ما عن المُغْرِب من أنّ الكهانة في العرب كانت قبل المبعث [3]، قبل منع الشياطين [4] عن استراق السمع [5].
لكن [6] قوله (عليه السلام): «إنّما تؤدّي الشياطين إلى كهّانها أخباراً للناس» [7]، و قوله (عليه السلام) قبل ذلك: «مع قذفٍ في قلبه .. إلخ» دلالة على صدق الكاهن على من لا يخبر إلّا بإخبار الأرض، فيكون المراد من الكهانة المنقطعة: الكهانة الكاملة التي يكون الكاهن بها حاكماً في جميع ما يتحاكمون إليه من المشتبهات، كما ذُكر في أول الرواية.