اسم الکتاب : كتاب المكاسب (للشيخ الأنصاري) ط تراث الشيخ الأعظم المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء : 2 صفحة : 183
فنقول: علمه بحرمته إمّا أن يكون قبل وقوعه في يده، و إمّا أن يكون بعده.
فإن كان قبله لم يجز له أن يأخذه بغير نيّة الردّ إلى صاحبه، سواء أخذه اختياراً أو تقيّة؛ لأنّ أخذه بغير هذه النيّة [1] تصرّف لم يعلم رضا صاحبه به، و التقية تتأدّى [2] بقصد الردّ، فإن أخذه بغير هذه النيّة كان غاصباً ترتّب عليه أحكامه. و إن أخذه بنيّة الردّ كان محسناً، و كان في يده أمانة شرعية.
و إن كان العلم به بعد وقوعه في يده كان كذلك أيضاً، و يحتمل قوياً الضمان هنا؛ لأنّه أخذه بنيّة التملّك، لا بنيّة الحفظ و الرد، و مقتضى عموم «على اليد» [3] الضمان.
و ظاهر المسالك عدم الضمان رأساً مع القبض جاهلًا، قال: لأنّه يد أمانة فيستصحب [4]. و حكي موافقته عن العلّامة الطباطبائي (رحمه اللّه) في مصابيحه [5]، لكن المعروف من المسالك [6] و غيره [7] في مسألة ترتّب الأيدي على مال الغير، ضمان كلّ منهم و لو مع الجهل، غاية الأمر
[1] عبارة «بغير هذه النية» مشطوب عليها في «ف» ظاهراً.
[2] كذا في «ن» و «ص»، و في «ف»، «خ»، «م» و «ع»: تنادي، و في «ش»: تتنادى.
[3] عوالي اللآلي 1: 224، الحديث 106، و الصفحة 389، الحديث 21.