اسم الکتاب : كتاب المكاسب (للشيخ الأنصاري) ط تراث الشيخ الأعظم المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء : 1 صفحة : 288
و كذا الزور بمعنى الباطل، و إن تحقّقا [1] في كيفية الكلام، لا في نفسه، كما إذا تغنّي في كلام حق، من قرآن أو دعاء أو مرثية.
و بالجملة، فكل صوت يُعدّ في نفسه مع [2] قطع النظر عن الكلام المتصوّت به لهواً و باطلًا فهو حرام.
و مما يدلّ على حرمة الغناء من حيث كونه لهواً و باطلًا و لغواً: رواية عبد الأعلى و فيها ابن فضّال قال: «سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن الغناء، و قلت: إنّهم يزعمون: أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) رخّص في أن يقال: جئناكم جئناكم، حيّونا حيّونا نحيّكم، فقال: كذبوا، إنّ اللّه تعالى يقول وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ. لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنّا إِنْ كُنّا فاعِلِينَ. بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَ لَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ[3]، ثم قال: ويل لفلان مما يصف! رجل لم يحضر المجلس .. الخبر [4]» [5].
فإنّ الكلام المذكور المرخَّص فيه بزعمهم ليس بالباطل و اللهو اللذين يكذّب الإمام (عليه السلام) رخصة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فيه، فليس الإنكار الشديد المذكور و جعل ما زعموا الرخصة فيه من اللهو و الباطل
[1] كذا في النسخ، و على فرض مطابقتها لما صدر من قلم المؤلّف (قدّس سرّه)، فمرجع ضمير التثنية هو «اللهو» و «الزور».