اسم الکتاب : كتاب المكاسب (للشيخ الأنصاري) ط تراث الشيخ الأعظم المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء : 1 صفحة : 254
و في رواية ابن الحجاج، عن أبي الحسن (عليه السلام) في رجلين يتسابّان، قال: «البادي منهما أظلم، و وزره على صاحبه ما لم يعتذر إلى المظلوم» [1].
و في مرجع الضمائر اغتشاش، و يمكن الخطأ من الراوي.
و المراد و اللّه أعلم أنّ مثل وزر صاحبه عليه لإيقاعه إيّاه في السبّ، من غير أن يخفف عن صاحبه شيء، فإذا اعتذر إلى المظلوم عن سبّه و إيقاعه إيّاه في السبّ برأ من الوزرين.
ثم إنّ المرجع في السبّ إلى العرف.
و فسّره في جامع المقاصد بإسناد ما يقتضي نقصه إليه، مثل الوضيع و الناقص [2].
و في كلام بعض آخر: أنّ السبّ و الشتم بمعنى واحد [3].
و في كلام ثالث: أنّ السبّ أن تصف الشخص بما هو إزراءٌ و نقص، فيدخل في النقص كلُّ ما يوجب الأذى، كالقذف و الحقير و الوضيع و الكلب و الكافر و المرتد، و التعبير بشيء من بلاء اللّه تعالى
[1] الوسائل 8: 610، الباب 158 من أبواب أحكام العشرة، الحديث الأوّل، و فيه: «و وزره و وزر صاحبه عليه» و على هذا فلا اغتشاش في الضمائر، كما لا يخفى. و على فرض صحة ما نقله (قدّس سرّه) يمكن التخلّص عمّا قاله من الاغتشاش بإرجاع ضمير «و وزره» على «السبّ» المستفاد من المقام، نظير قوله تعالى «اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى».