اسم الکتاب : كتاب المكاسب (للشيخ الأنصاري) ط تراث الشيخ الأعظم المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء : 1 صفحة : 246
و أمّا ما تقدم في صحيحة ابن سنان [1]، من المنع من أخذ الرزق من السلطان، فقد عرفت الحال فيه.
و أمّا الهدية، و هي ما يبذله على وجه الهبة ليورث المودّة الموجبة للحكم له حقاً كان أو باطلًا و إن لم يقصد المبذول له الحكم إلّا بالحق إذا عرف و لو من القرائن أنّ الأوّل [2] قصد الحكم له على كلّ تقدير، فيكون الفرق بينها و بين الرشوة: أنّ الرشوة تبذل لأجل الحكم، و الهديّة تبذل لإيراث الحب المحرّك له على الحكم على وفق مطلبه فالظاهر حرمتها؛ لأنّها رشوة أو بحكمها بتنقيح المناط.
و عليه يحمل ما تقدم من قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «و إن أخذ يعني الوالي هدية كان غلولًا» [3] و ما ورد من «أنّ هدايا العمّال غلول» [4]، و في آخر: «سُحت» [5].
و عن عيون الأخبار، عن مولانا أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى أَكّالُونَ لِلسُّحْتِ[6] قال
[4] أوردهما في المبسوط (8: 151) عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بلفظ: «هديّة العمال ..». و في الوسائل عن أمالي الطوسي مسنداً، عن جابر، عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنّه قال: «هديّة الأُمراء غلول»، انظر الوسائل 18: 163، الباب 8 من أبواب آداب القاضي، الحديث 6.
[5] أوردهما في المبسوط (8: 151) عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بلفظ: «هديّة العمال ..». و في الوسائل عن أمالي الطوسي مسنداً، عن جابر، عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنّه قال: «هديّة الأُمراء غلول»، انظر الوسائل 18: 163، الباب 8 من أبواب آداب القاضي، الحديث 6.