الا أن هذا الحكم الذي يجب اطاعته و تنفيذه لا بد أن يكون ممن نصب
لذلك من قبل اللّه تعالى، قال عز و جل «يا داوُدُ
إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ»[1]).
أو من قبل النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم أو الإمام عليه السلام
اما خصوصا أو عموما كما في رواية أبي خديجة: «و لكن انظروا.
و هو حكم مطابق للحكم الإلهي، فليس فصل الخصومة من القاضي بفتوى
الفقيه أو الفقهاء، بل انه حكم يصدره و من آثاره و خواصه وجوب تنفيذه على الكل حتى
الفقهاء،- و هذه حيثية أخرى للتفريق بين المفتي و الحاكم [2]) إلا إذا قطع أحدهم
بعدم تمامية
______________________________
[1] سورة الإسراء: 23، بل «الحكم» أول المعاني المذكورة للقضاء في
القاموس و الصحاح، فيكون المراد من «القضاء» نفس الحكم الصادر من القاضي من باب
الولاية، فإنه الذي يقطع النزاع و يتم الأمر و يحتمه ان كان صدوره بالشرائط
المعتبرة شرعا، و من هنا يعبر عن القاضي بالحاكم، و يؤمر بالتحاكم اليه.
[2] ان «القاضي» يغاير «المفتي» و «المجتهد» و «الفقيه» بالحيثية و
ان كانت الأوصاف هذه كلها مجتمعة- بناء على اعتبار