من مباحث التيمّم فيما يتيمّم به و هو الأرض و ما بحكمها كالحجر و
المدر على المشهور خلافا لأبي حنيفة حيث جوزه بالثلج و مالك حيث جوّزه بالنبات قال
اللّه تعالى فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً 5: 6 إلخ و الصعيد على ما فسّره كثير من أهل اللغة بل أكثرهم- هو مطلق
وجه الأرض نعم فسّره بعض أهل اللغة بالتراب و يحتمل أن يكون تفسيره ببعض مصاديق
الأرض لا أنّ معناه التراب فقط.
و كيف كان فقد اختلفت كلمات الأصحاب فيما يصحّ التيمّم به فقال
بعضهم:
لا يصحّ بغير التراب و هو المنقول عن الإسكافي و السيد في الناصريات
و المفيد في المقنعة و أبى الصلاح- على ما حكى عنهم- و قال المشهور يصحّ التيمّم
بكلّ ما تطلق عليه الأرض سواء كان ترابا أو حجرا أو مدرا أو رملا و ربّما فصّل
بعضهم بين حالتي الاختيار و الاضطرار فمنع عن غير التراب في الحال الاختيار و و
جوّزه في الضرورة و لا بدّ أوّلا من نقل الأخبار الواردة في هذا الباب حتى يتضح
المراد.
منها ما أرسله في الفقيه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: أعطيت
خمسا لم يعطها أحد قبلي جعلت لي الأرض مسجدا و ترابها طهورا الخبر[1] و منها رواية أمالي ابن الشيخ بسند
لا يخلو عن اعتبار- عن ابى جعفر عليه السلام قال: انّ أبا ذر و سلمان خرجا في طلب
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله (الى أن قال ص) لهما و أعطاني في أمّتي خمس خصال
لم يعطها نبيا كان قبلي نصرني بالرعب يسمع بي القوم بيني و بينهم مسيرة شهر
فيؤمنون بي و أحلّ لي المغنم و جعل لي الأرض مسجدا و طهورا أينما كنت منها أتيمّم
من تربتها و أصلّي عليها إلخ[2].
و منها رواية الخصال و العلل عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:
أنا أشبه النّاس بآدم الى أن قال: و منّ علىّ ربّى و قال: يا محمد قد أرسلت كلّ
رسول إلى أمته بلسانها و أرسلتك الى كلّ أحمر و أسود الى أن قال: و أعطيت لك و
لأمتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب و خاتمة سورة البقرة و جعلت لك و لأمّتك
الأرض كلّها مسجدا و ترابها طهورا
[1] جامع الأحاديث الباب 9 من أبواب التيمّم
الحديث 1- 2
[2] جامع الأحاديث الباب 9 من أبواب التيمّم
الحديث 1- 2