قال السيّد الطباطبائي في العروة الوثقى: انّ أهم الأمور و أوجب
الواجبات التوبة من المعاصي و حقيقتها الندم و هو من الأمور القلبيّة انتهى و
الحاصل أنّه يجب على الإنسان التوبة قبل ظهور أمارات الموت و كذا يجب عليه ردّ
الودائع إلى أهلها قال السّيد المتقدّم: يجب ردّها مع الإمكان و الوصيّة بردّها مع
عدم الإمكان انتهى و لكن لا يخفى أنّ وجوب الردّ انّما هو في صورة عدم العلم
بردّها بالوصيّة و أمّا إذا علم بتحقّق الردّ بالوصيّة فلا يجب عليه الردّ
بالخصوص.
و هل يجب عليه إعلام الورثة بموضع دفن أمواله أم لا- يمكن أن يقال:
انّه حيث ينتقل المال بموته إلى الورثة و يكون المال ملكا لهم فإذا لم يعلمهم
بموضع أموالهم فقد فوت عليهم أموالهم و أضرّ بهم فتكون ذمّته مشغولة بأموالهم يوم
القامة لأنّه قد ضيع أموالهم و لم يوصلها إليهم فيجب عليه إعلامهم بذلك لكنه كلام
لم يلتزم به أحد و الأولى أن يقال: انّه إتلاف للمال.
و لكن يمكن أن يقال: انّه لا دليل شرعا على وجوب الاعلام و هذا الوجه
وجه استحساني و إن كان الأحوط وجوب الاعلام بل لا يترك هذا الاحتياط حيث انّه حقّ
الناس و هكذا الكلام فيما إذا كانت له أمانات عند النّاس فإنّ الأحوط اعلام الورثة
بها و إن كان في وجوبه نظر نظرا إلى أنّه كما يجوز تفويت أمواله على الورثة بالهبة
و نحوها كذا يجوز تفويتها عليهم بعدم إعلامهم بها و لا يبعد على هذا عدم وجوب
الاعلام و اللّه العالم.
(و من الواجبات)
توجيه المحتضر إلى القبلة و وجوبه مشهور بين الأصحاب و المحقّق مع
أنّه قال في