الأخبار [1]، خلافا للمحكي عن الأكثر [2]- بل عن الخلاف [3] و ظاهر المعتبر [4] و المنتهى [5] الإجماع عليه- فلم يشترطوها؛ إمّا لإطلاق موثّقة ابن بكير المقيّد [6] بالصحاح، أو لأخبار [7] غير نقيّة السند.
و دعوى انجبارها بالشهرة و حكاية الإجماع غير مسموعة؛ لعدم إيجاب الشهرة الاطمئنان بالصدور، مع أنّ غاية الأمر صيرورة الضعاف بعد الانجبار في قوّة الصحاح المخالفة لها، فيحصل التعارض الموجب للرجوع إلى الأصل.
و ما ورد في الأخبار من الترجيح بالشهرة [8]، فإنّما هو بعد حجّية كلّ من المتعارضين بنفسه مع قطع النظر عن الشهرة، مع أنّ المراد بها ما يعدّ المخالف معه شاذّا نادرا كما صرّح به في قوله: «ودع الشاذّ النادر» [9].
[1] راجع الوسائل 5: 408، الباب 20 من أبواب صلاة الجماعة، الحديث 9 و 12.
[2] حكاه المحقّق السبزواري في الذخيرة: 392، و السيّد الطباطبائي في الرياض 4: 334.