و لو أعيدت الواجبة استحبابا لمجرّد الاحتياط أو لغيره- كما إذا أعيدت صلاة الكسوفين لعدم الانجلاء- استحبّت فيها الجماعة.
الثاني: إنّ صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذّ بخمس و عشرين صلاة، فيكون مع أصل الصلاة ستّا و عشرين، كما هو المتبادر من لفظ الحديث، نظير قولنا: هذا أطول من ذاك بشبر، و في بعض الصحاح أنّها أفضل بأربع و عشرين [1] ليكون مع الأصل خمسا و عشرين. و يمكن تطبيق هذه الروايات عليه بتكلّف.
و هنا روايات أخر في فضيلة الجماعة، منها: «أنّ الصلاة في الجماعة أفضل من الصلاة في مسجد الكوفة» [2] مع ما ورد من أنّ الركعة «فيها بألف» [3] و حملت على الصلاة خلف العالم؛ لما روي من أنّ «الصلاة خلف العالم بألف و خلف القرشي بمائة» [4].
و أحسن ما روي في هذا الباب ما عن الروض من كتاب الإمام و المأموم [5] للشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمّي، قال: قال
[1] الوسائل 5: 370- 371، الباب الأوّل من أبواب صلاة الجماعة، الحديث الأوّل.
[2] انظر الوسائل 3: 512، الباب 33 من أبواب أحكام المساجد، الحديث 4.
[3] الوسائل 3: 524، الباب 44 من أبواب أحكام المساجد، الحديث 11، و فيه:
«صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة».
[4] البحار 88: 5، ذيل الحديث 6، و مستدرك الوسائل 6: 473، الحديث 7284.
[5] اسم الكتاب هو «أدب الإمام و المأموم» و هو مفقود، و قد نقل عنه الشهيد في روض الجنان.