اسم الکتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 23
وفي تخصيص
الوصف بالآخر مع أنّ الفائت مع عدم التسمية الأوّل إشارة إلى اعتبار ما لا تسمية
فيه في الجملة وإن كان ناقصاً ، بخلاف ناقص الرأس مثلاً ؛ فإنّه لإبقاء له.
والكلام في
الثالث نحو الكلام في الأوّل والأخير ؛ فإنّ ما لا نتيجة له ولا عقب ناقص البركة ،
مضمحل الفائدة ، منقطع الخير.
والتعبير
بالابتداء الصادق على القول والكتابة يدخل فيه ابتداء العلماء بها كتابةً ،
وابتداء الصنّاع بها قراءةً ، فسقط ما قيل [١] : إنّه إن أراد بالابتداء القراءة ، لم تكن فيه دلالة
على الاجتزاء بالكتابة ، فلا يتمّ تعليلهم ابتداء التصنيف بها ؛ لأنّ الكتابة لا
تستلزم القراءة. وإن أُريد الكتابة ، لم يحصل امتثال النجّار ونحوه للخبر حتّى يبتدئ
أوّلاً ، فيكتب بسم الله إلى آخره ؛ لاندفاع ذلك بالتعبير بالابتداء على وجهٍ
كلّيّ. نعم ، ربما استفيد من القرائن الحاليّة اختصاص كلّ أمرٍ بما يناسبه من
فردَي الابتداء ، فلا تكفي الكتابة لمريد النجارة مثلاً.
و «الباء» في «بسم
الله» إمّا صلة فلا تحتاج [٢] إلى ما تتعلّق به ، أو للاستعانة أو للمصاحبة [٣] متعلّقة
بمحذوف اسم فاعل خبر مبتدإ محذوف ، أي : ابتدائي ثابت باسم الله ، أو فعل [٤] أو حال من
فاعل الفعل المحذوف ، أي : ابتدئ متبرّكاً أو مستعيناً ، أو مصدر مبتدإ خبره محذوف
، أي : ابتدائي باسم الله ثابت ، ونحوه. ولا يضرّ على هذا حذف المصدر وإبقاء
معموله ؛ لأنّه يتوسّع في الظرف والجارّ والمجرور ما لا يتوسّع في غيرهما ، وتقديم
المعمول هنا أوقع ، كما في قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها)[٥] و (إِيّاكَ نَعْبُدُ)[٦] ولأنّه أهمّ وأدلّ على الاختصاص وأدخل في التعظيم وأوفق
للوجود.
وإنّما كُسرت
الباء ومن حقّ الحروف المفردة أن تُفتح ؛ لاختصاصها بلزوم الحرفيّة والجرّ كما
كسرت لام الأمر ولام الجرّ إذا دخلت على المظهر ؛ للفرق بينها وبين لام التأكيد.
و «الاسم»
مشتقّ من السمو ، حُذفت الواو من آخره ، وزِيدت همزة الوصل في أوّله ؛