بدأ فيها بسورة
التوحيد جاز أن المستحب البدأة بالجحد ، وهو أحد القولين في المسألة اختاره الشيخ
في موضع من مبسوطة وعن نهايته ، والفاضل في ظاهر القواعد وغيرها ، والثاني العكس ،
وهو المحكي عن الموضع الآخر من الكتابين والصدوقين وابن سعيد ، بل في مصابيح
العلامة الطباطبائي نسبته إلى الأكثر ، ولعله الأظهر ، لقول الشيخين ، وفي رواية [١] « انه يبدأ في
هذا كله بقل هو الله أحد ، وفي الركعة الثانية بقل يا أيها إلا في ركعتي الفجر ،
فإنه يبدأ فيهما بالجحد » وهي صريحة في المطلوب ولا ينافيها الرواية الأولى ، بل
ربما كان فيها باعتبار الترتيب الذكري إشعار بتقديم التوحيد ، ويشهد لذلك ما عن فقه الرضا عليهالسلام[٢] فإنه قال في
الركعتين الأوليين من صلاة الليل : « واقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وقل هو
الله أحد ، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون ، وكذلك في ركعتي الزوال » وما عن المصباح [٣] عن الصادق عليهالسلام « إذا أردت صلاة
الليل ليلة الجمعة فاقرأ في الركعة الأولى قل هو الله أحد وفي الثانية قل يا أيها
الكافرون » وحسن معاوية بن عمار [٤] عن الصادق عليهالسلام « إذا فرغت من طوافك فأت مقام إبراهيم عليهالسلام فصل ركعتين ،
واقرأ في الأولى سورة التوحيد ، وفي الثانية قل يا أيها الكافرون » نعم قد يعارض
ذلك بما في حديث رجاء بن الضحاك [٥] المتضمن لما كان يعمله الرضا عليهالسلام في طريق خراسان انه كان يقرأ في الأولين من نافلة الزوال
والمغرب بالجحد ، والتوحيد
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ١٥ ـ من أبواب القراءة في الصلاة ـ الحديث ٢.