وعلى كل حال فقد
ظهر لك من مجموع ما ذكرنا انحصار ما يسجد عليه اختيارا في ثلاثة : الأرض والنبات
والقرطاس ، وأفضلها الأرض بلا خلاف ، لقول الصادق عليهالسلام في خبر هشام بن الحكم [١] : « السجود على الأرض أفضل ، لأنه أبلغ في التواضع والخضوع
لله عز وجل » وسأله أيضا إسحاق بن الفضل [٢] « عن السجود على الحصر والبواري فقال : لا بأس ، وأن يسجد
على الأرض أحب إلى فان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحب ذلك أن يمكن جبهته من الأرض ، فأنا أحب لك ما كان
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحبه » بل عنه عليهالسلام أيضا في المروي عن العلل [٣] مسندا « السجود
على الأرض فريضة ، وعلى غير الأرض سنة » الذي أقوى ما يقال فيه أن المراد ثواب
الفريضة ، أو لأن الأرض هي المستفاد من إطلاق السجود في الكتاب العزيز ، لما فيها
من المبالغة في الخضوع ، ولشيوع أنه وضع الجبهة على الأرض ، ولغير ذلك ، وأما
احتمال إرادة الأعم منها ومن النبات من لفظ الأرض فيكون السنة حينئذ تعين شيء خاص
للسجود كالخمرة واللوح ونحو هما فهو في غاية الضعف ، وإن قيل إنه قد يشهد له المرسل [٤] « السجود على
الأرض فريضة ، وعلى الخمرة سنة » لكن حمل هذا على إرادة التمثيل للنبات فيوافق
الخبر الأول حينئذ أولى ، وخبر جابر [٥] المروي عن مجالس ولد الشيخ مسندا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم « انه عاد مريضا
فرآه يصلي على وسادة فأخذها فرمى بها ، وأخذ عودا ليصلي عليه
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ١٧ ـ من أبواب ما يسجد عليه ـ الحديث ١.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ١٧ ـ من أبواب ما يسجد عليه ـ الحديث ٤ لكن رواه عن إسحاق بن الفضيل.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ١٧ ـ من أبواب ما يسجد عليه ـ الحديث ٢.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ١١ ـ من أبواب ما يسجد عليه ـ الحديث ١.
[٥] الوسائل ـ الباب
ـ ١٥ ـ من أبواب ما يسجد عليه ـ الحديث ٤.