عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا معشر الناس لا ألقين رجلا مات له ميت ليلا فانتظر به
الصبح ، ولا رجلا مات له ميت نهارا فانتظر به الليل ، لا تنتظروا بموتاكم طلوع
الشمس ولا غروبها ، عجلوا بهم إلى مضاجعهم رحمكم الله » بل في خبره الآخر [١] قلت لأبي جعفر عليهالسلام : « إذا حضرت الصلاة على الجنازة في وقت مكتوبة فبأيهما
أبدأ؟ فقال : عجل الميت إلى قبره إلا أن تخاف أن يفوت وقت الفريضة » وفي خبر السكوني [٢] عن الصادق عليهالسلام قال : « قال رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثلاثة ما أدري أيهم أعظم جرما : الذي يمشي مع الجنازة بغير رداء ، والذي
يقول قفوا ، والذي يقول استغفروا له غفر الله لكم » إلى غير ذلك من الأخبار
المفيدة زيادة الحث على التعجيل وكراهة التعطيل ونحو ذلك ، ولعله لأن المصلحة التي
في التعجيل لا تقاومها مصلحة أخرى ، والأقوى في النظر ملاحظة الميزان للفقيه
بالنسبة إلى ذلك ، إذ التعارض فيها بعد فرض عدم دخولها تحت مسمى التعجيل تعارض
العموم من وجه ، فتأمل جيدا.
ويكره أن يطرح على
بطنه حديد في المشهور كما في المختلف والروضة ، بل في الخلاف الإجماع على كراهة
وضع الحديد على بطن الميت مثل السيف ، وكفى بذلك حجة لمثلها ، مضافا إلى ما في
التهذيب أنه سمعناه من الشيوخ مذاكرة ، وإلى مخالفته للمنقول في الخلاف عن الشافعي
من الاستحباب ، بل في المقنعة نسبة طرح الحديد عليه إلى العامة ، فما عساه يشعر به
نسبة المصنف له إلى القيل في المعتبر من التوقف فيه ، بل هو صرح بذلك معللا له
بعدم ثبوت نقل به عن أهل البيت عليهمالسلام ليس في محله بعد ما عرفت من الإجماع المعتضد بالشهرة
المحصلة والمنقولة ، بل لعلها إجماع ، إذ لم يعرف فيه خلاف سوى ما يحكى عن ابن
الجنيد من أنه قال : يضع على بطنه شيئا يمنع
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٤٧ ـ من أبواب الاحتضار ـ حديث ٤.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٤٧ ـ من أبواب الاحتضار ـ حديث ٢.